اضطراب تعاطي المواد هو سلوك شائع في مجتمعنا. ومن المفاهيم الخاطئة الشائعة عن اضطراب تعاطي المواد أنّه يشمل فقط المخدرات غير المشروعة أو الكحول. إلّا أنّه اضطراب يمكنه أن يستحوذ على الإنسان من خلال العقاقير المشروعة والسلوك غير الصحي.
وتجدر الإشارة إلى أنّ اضطراب تعاطي المواد والإدمان أمران مختلفان. فالشخص الذي يعاني من اضطراب تعاطي الموادّ يظلّ قادرًا على الإقلاع عن سلوكياته أو تغييرها. أمّا الإدمان فيشير إلى فقدان السيطرة على سلوك أو مادة ما، حيث يستمر الشخص في تعاطيها حتى لو سبّبت له الأذى.
وهذا يدل على أنّ اضطراب تعاطي الموادّ قد يؤدّي على المدى الطويل إلى الإدمان.
المواد والسلوكيات التي يشيع تعاطيها:
تؤدي هذه المواد أو السلوكيات بالفرد إلى الإحساس بمشاعر ممتعة من «الانشراح» أو «المزاج العالي». وفي حين أنّ هذا الأمر قد لا يمثّل منفردًا مشكلة كبيرة، إلّا أنّ الشخص قد يصبح معتمدًا عليه. ويعني الاعتماد أنّ الفرد يحتاج إلى المزيد من المواد للوصول إلى المستوى عينه من «الانشراح» أو «المزاج العالي» الذي يبحث عنه، وقد يخرج الأمر عن السيطرة لأنّ المرء سيحتاج إلى استهلاك المزيد والمزيد لإشباع شهوته.
وتترتب على الإدمان آثار كثيرة متوقفة على السلوك بحد ذاته. و في ما يلي بعض الآثار وأنواع الإدمان المرتبطة بها:
مشاكل في الصحة الجسدية
تتعدد أسباب سعي الناس إلى المواد. وتتفاعل العوامل الوراثية والبيئية معًا مما يؤدي إلى زيادة أو تقليل خطر الإدمان. من الأسباب الشائعة استخدام المواد لكبت الشعور بالتوتر أو كطريقة للتعامل مع الحياة والضغوطات. لكن الوضع الاجتماعي والاقتصادي والبطالة يلعبان أيضًا دورًا كبيرًا في الإدمان. وبشكل عام، يمكن لتدني الوضع الاجتماعي والاقتصادي للفرد والبطالة أيضًا أن يقودا إلى التعاطي والإدمان.
ويتسبب تعاطي المخدرات في وفاة 11.8 مليون شخص كلّ عام حول العالم. وقد لوحظ أنّ اضطراب تعاطي المواد أكثر شيوعًا لدى الرجال منه لدى النساء، وأنّ أكثر من 50% من الأشخاص الذين يموتون بسبب جرعة زائدة تقل أعمارهم عن 50 عامًا. تشير إحصاءات عام 2019 إلى أنّ حوالي 25 مليون شخص في العالم يعانون من اضطرابات تعاطي المخدرات، ولا يتلقى العلاج سوى شخص واحد من بين كلّ 7 أشخاص. وأفادت منظمة الصحة العالمية أنّ 3.5% إلى 5.7% من الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و64 عامًا حول العالم يتعاطون المخدرات، فيما تشير التقديرات إلى أنّ حوالي 10-15% من هؤلاء الأشخاص ينشأ لديهم اضطراب تعاطي المواد أو الاعتماد عليها.
أسباب الاكتئاب غير معروفة لكن عوامل كثيرة تلعب دورًا في الإصابة به، وهي:
ومن الحالات الشائعة المصاحبة لاضطراب تعاطي المواد:
من بين أعراض تعاطي المخدرات:
من بين أعراض تعاطي المخدرات:
يعتمد العلاج اعتمادًا كبيرًا على طبيعة المادة أو السلوك، ومع ذلك فإنّ الشفاء من الإدمان غالبًا ما يتضمن العلاج والأدوية معًا.
تتضمن بعض طرق العلاج:
العلاج النفسي: يقدم العلاج النفسي العديد من النُهُج المختلفة التي قد تساعد الأشخاص الذين يعانون من آثار اضطراب تعاطي المواد وتختلف النُهج الناجعة باختلاف الأشخاص، ما يجعل عملية إيجاد النَهج والمعالِج المناسبَين أمرًا صعبًا في البداية. وقد يؤدي ذلك ببعض الأشخاص إلى اللجوء إلى المعالِج أو التقنية غير المناسبة، وربما انتهى بهم الأمر إلى التوقف تمامًا عن متابعة العلاج. ولكن علينا ألا ننسى أن العلاج ليس عبارة عن «وصفة موحَّدة للجميع»، وأنّ بعض الحالات قد تحتاج إلى تجربة نُهج مختلفة أحيانًا لتحديد الأنسب لها بمساعدة أخصائي متمرّس في الصحة النفسية. وتشمل أنواع العلاج ما يلي:
مجموعات الدعم: هي مجموعة أشخاص يعانون من حالات نفسية مشتركة ويمكنهم تبادل المواساة والنصح بحكم مرورهم بتجارب متشابهة. يمكن أن تنعقد هذه المجموعات بقيادة أخصائي في الصحة النفسية أو بدونه.
وقد أظهرت الأبحاث أن هذه المجموعات يمكن أن تمنح أعضاءها هدفًا مشتركًا، ما ينتج عنه العديد من الفوائد للمصابين بالاضطرابات، مثل:
البرامج المكوّنة من 12 خطوة: هي برامج منظمة هدفها التغلّب على نوع من أنواع اضطرابات تعاطي المواد والشفاء منه، وتتضمن 12 خطوة محددة جدًّا على الشخص العمل بموجبها وتطبيقها في حياته. ويمكن تطبيق هذه البرامج على أي سلوك أو مادة تتسبب في الإدمان وفقدان السيطرة.
تتضمن هذه الخطوات عددًا من الموضوعات التي تتمحور حول ما يلي:
تركّز البرامج المكوّنة من 12 خطوة على حياة الشخص باستخدام طريقة شاملة تغطي جميع تجارب الشخص سواء كانت نفسية أو جسدية أو روحية. والجدير ذكره أنّ فعالية البرامج المكوّنة من 12 خطوة تختلف من فرد لآخر، لذلك على الشخص أن يتنبه إلى أسلوب العلاج الأنجع بالنسبة له. وفي حال فشل البرنامج المكوّن من 12 خطوة، على المتعاطي أن يواصل البحث عن طرق أخرى من العلاج.
الأدوية:
النظام الغذائي ونمط الحياة الصحي: تشير الأبحاث إلى أن الالتزام بنظام غذائي صحي، والحصول على قسط كافٍ من النوم، والمواظبة على ممارسة الرياضة، كلها عوامل تلعب دورًا كبيرًا في التخفيف من الأعراض وتحسين جودة الحياة عمومًا
تقنيات مساعدة الذات: تتوفر الكثير من تقنيات مساعدة الذات، ويمكن لأي شخص تجربتها، حيث قد تساعده في التعامل مع الأعراض التي يعاني منها. ومن الأمثلة على ذلك: التطوع، والحديث الإيجابي مع الذات، وتمارين التنفس، والتأمل.
المجلس الوطني لإدمان الكحول والمخدرات - https://ncaddms.org/- موقع إلكتروني يقدم المعلومات للّذين يبحثون عن المساعدة لمواجهة تعاطي المخدرات
Smart Recovery - http://www.smartrecovery.org/teens/ موقع إلكتروني لنشر المعلومات للمراهقين واليافعين الذين يحتاجون إلى المساعدة للتخلص من تعاطي المخدرات
جمعية الرعاية الصحية والطبية الخاصة بالمراهقين - https://www.adolescenthealth.org/Resources/Clinical-Care-Resources/Substance-Use/Substance-Use-Resources-For-Adolesc.aspx#Helplines - موقع إلكتروني يقدم المعلومات لليافعين والشباب الذين يركّزون على موارد تعاطي المواد
مركز «إرادة» ( الإمارات العربية المتحدة) - http://erada.ae/en/home/ - مركز علاج وإعادة تأهيل في دولة الإمارات العربية المتحدة يقدم أيضًا موارد لمواجهة اضطراب تعاطي المواد
المساعدة الذاتية:
https://www.nhs.uk/mental-health/self-help/
Narcotics Anonymous - المملكة المتحدة - https://online.ukna.org/ - اجتماع افتراضي مجاني عبر الإنترنت لمجموعة دعم مهتمة بمواجهة اضطراب تعاطي المواد
Drugs + Me - https://drugsand.me/en/ - موقع إلكتروني تثقيفي يقدّم المعلومات بهدف الحد من الأذى الناتج عن المخدرات، من خلال التعليم